الأربعاء، 30 يوليو 2008

حية بطريقتها الخاصة

قبل أن ندخل في صلب الموضوع تأمل معي هذه الآية الكريمة :
(وَإِنء مِنء شيءءٍ إِلَّا يُسبِّحُ بِحَمدِهِ ولكن لا تفقهُون تسبيحهم..)
ولاحظ هنا أنها شملت كل شيء من جماد ونبات وحيوان وبشر سواء علمنا - أو جهلنا - بكيفية تسبيحها .. وهذه الحقيقة تقودنا للحديث عن حواسنا الخمس والاحتمالات الممكن تصورها فيما! لو كانت أقل من ذلك أو أكثر .. فنحن في العادة نؤمن بما نتلقاه عبر هذه الحواس ولا نصدق - وربما نجهل - بوجود ما يخرج عن قدرتها ونطاقها..
ولكن الحقيقة هي أنه لولا أذناك لما آمنت بوجود الموسيقى، ولولا عيناك لما صدقت بوجود الألوان، ولولا أعصابك لما شعرت بنعومة الحرير - وبالتالي من المنطقي التسليم بأشياء كثيرة حولنا يصعب إدراكها لعدم امتلاكنا حاسة خاصة بها (وخذ الجن كمثال) ..
وبناء عليه قد نتحمل نحن مسؤولية وصف شيء بأنه "جماد" لمجرد عجزنا عن فهمه أو إدراك طبيعته أو الاحساس بشعوره الداخلي .. فالجميع يسبّح بحمده بما في ذلك الجمادات التي تعد شواهد صامتة لو خلق لها لساناً لنطقت وأخبرتنا ... انظر إلى سيارتك، وإلى تلفزيونك، وإلى النبتة التي أمام منزلك، هل تعتقد أنها لا تشعر بك بعد كل هذه السنين من الخدمة و"المصالح المشتركة" .. بل لاحظ ان الله سبحانه وتعالى يخاطب الجمادات دائما كمخلوقات تسمع وتعي مثل قوله تعالى (فقال لها وللأرض ائتيا طوعا أو كرها) و(وقيل يا أرض ابلعي ماءك ويا سماء اقلعي) و(وسخرنا مع داود الجبال يسبحن) ...
... أذكر جارا لوالدي قطع شجرة صغيرة كي لا تسد نافذته ولكنها عادت للنمو والإزهار فعاد وقطعها، ثم عاد وقطعها، ثم عاد وقطعها . وأخيرا اقتلعها من جذورها ورماها بعيدا، فما كان منها إلا أن غرست جذورها في الأرض من جديد في إصرار غريب على الحياة والنمو مرة أخرى... ومعظمنا يعرف قصة الجذع المقطوع (الذي كان يقف عليه الرسول صلى الله عليه وسلم في خطبته وكيف كان يسكن حين يضع يده عليه) والشجرة التي استأذنت ربها للسلام عليه ناهيك عن تسبيح الطعام والحصى بين يديه - !
... أما في عصرنا الحالي فأذكر أنني قرأت عن تجربة قام بها علماء فرنسيون أثبتت أن للصخور حياة من نوع عميق وغريب ؛ فالذبذبات الكهربائية فيها تتفاوت خلال اليوم بحيث تسكن في الليل، وتهدأ في الصباح، وتنشط قرب الظهر .
أما الصينيون فيؤمنون بأن الأرض كائن حي يبذل جهده لمساعدة الإنسان (وإخراج) ما يطلبه من ماء وغذاء .. كما يعتقدون بوجود خطوط عصبية في الأرض يسمونها "لونج - مي" أو طرق التنين تتقاطع وتتشابك في نقاط ارضية معينة تظهر فيها أو في مياهها خصائص "البركة" أو القدرة على الشفاء !!
.. ببساطة واختصار :
لا تكن مغروراً بحواسك الخمسة لأن ما يدور حولك أعظم مما تستطيع رؤيته أو سماع صوته أو حتى الشعور بملمسه (... وخذ الجن كمثال)!!.

ليست هناك تعليقات: