السبت، 23 أغسطس 2008

فضل الدعاء وادابه

بارك الله لكم في شعبان وبلغكم رمضان وانتم بأتم صحه وعافيه

لايجهل على مسلم عاقل فضل الدعاء وماله من اثر في حياته وتوفيقه بعد اذن الله سبحانه وتعالى

ونحن مقبلون بعد ايام قلائل على شهر فضيل يضاعف فيه العمل الصالح
فأوصي نفسي واوصيكم بأستغلاله وعدم التفريط والتسويف بالدعوه والتوبه

هذا موضوع عن فضل الدعاء وادابه اسئل الله عزوجل ان ينفع به
والله يتقبل منا ومنكم صالح الأعمال

قال الله تعالى: (وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ ) ، وقال تعالى: )وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ فَلْيَسْتَجِيبُواْ لِي وَلْيُؤْمِنُواْ بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُون(َ.
وقال رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم: "الدعاء هو العبادة" ثم قرأ:(وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُم(ْ.
وقال صلى الله عليه وسلم: "أفضل العبادة الدعاء" ،

وقال عليه الصلاة والسلام: "ليس من شيء أكرم على الله تعالى من الدعاء"

وعنه صلى الله عليه وسلم قال: "لا يرد القضاء إلا الدعاء، ولا يزيد في العمر إلا البر".
وقد حثنا الرسول ـ صلى الله عليه وسلم ـ على الدعاء، بل وذم من لم يدْعُ فقال: "إنه من لم يسأل الله تعالى يغضب عليه"

وقال: "أعجز الناس من عجز عن الدعاء، وأبخل الناس من بخل بالسلام"

وقال: "ما من مسلم يدعو الله بدعوة ليس فيها إثم ولا قطيعة رحم إلا أعطاه الله بها إحدى ثلاث: إما أن تعجل له دعوته، وإما أن يدخرها له في الآخرة، وإما أن يصرف عنه من السوء مثلها"

واعلم أخي الكريم أن أهم أسباب استجابة الله تعالى للدعاء: -
1- الإخلاص لله تعالى،فالإخلاص مطلوب في كل الأعمال
2- تحري الحلال، لحديث النبي صلى الله عليه وسلم:"يا سعد،أطب مطعمك، تجب دعوتك"وفي رواية:"يا سعد،أطب مطعمك، تكن مستجاب الدعوة

3- عدم الاستعجال، فيقول الواحد منا :دعوتُ فلم يستجب لي، مما يؤدي إلى الملل، فإن الله لا يملّ حتى نملّ، كما أخبرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم عليه وسلم.

قصة قصيرة
ويروي ابن المبارك ـ رحمه الله ـ فيقول: أصاب الناس قحط، فدعا أمير المؤمنين الناس للخروج في الصحراء يدعون الله تعالى، ويسألونه المطر، فخرجت فيمن خرج، فإذا إلى جانبي رجل أسود اللون رث الثياب، فرفع يديه فقال: أقسم بالله عليك يا رب أن تمطرنا الساعة، يقول ابن المبارك: فما هي إلا لحظات حتى تلبدت السماء بالغيوم، ونزل المطر، فتعجبت من هذا الذي يقسم على الله تعالى؛ فيستجيب الله له، فعزمت على أن أعرف من هو، فمشيت وراءه، فإذا به ذاهب إلى سوق النخاسة- سوق العبيد- ، وإذا به عبد يباع ويشترى، وهو معروض للبيع، يقول ابن المبارك: فاشتريته، وفي الطريق أخبرته بما رأيت منه، فقال: أو قد عرفت؟ قلت: نعم، قال: فأذن لي أن أصلي ركعتين، قلت: صلِّ، فصلى ركعتين، ثم رفع يديه إلى السماء فقال: اللهم إن السر الذي بيني وبينك قد انكشف، فاقبضني إليك الساعة، يقول ابن المبارك: فمات في مكانه.
فانظر معي أخي الكريم، إلى هذا العبد الذي لا يساوي شيئًا في معايير دنيانا، كم يساوي عند الله تعالى، كي يقسم عليه سبحانه؛ فيستجيب تعالى له قبل أن ينزل يديه فاحذر أخي الكريم من الحرام، وأعد حساباتك في حكمك على الناس، ولتكن التقوى هي المقياس في تفضيل البشر، لا المظهر والجاه والمنصب، واغتنم هذه الأيام المباركة في الدعاء، فإن الدعاء فيها مرغوب، والله لا يملّ حتى نملّ، وإذًا نكثر، فالله أكثر

ليست هناك تعليقات: